-->

دوره تعلم التصوير الفوتوغرافي

الدرس الثامن 

صيغ ملفات الصور

تعرّف على صيغ ملفات الصور الرقمية. هل تسائلت يومًا أين تذهب الصور التي تلتقطها بواسطة الكاميرا؟ تستقرّ هذه الصور في بطاقة الذاكرة الموجودة في الكاميرا، ولكن السؤال الأهم هو “ما هو عدد الصور التي يمكن تخزينها في بطاقة الذاكرة أو في القرص الصلب الخاص بالحاسوب؟” تتلخّص الإجابة عن هذا السؤال بأمر أساسيّ واحد، ألا وهو جودة الصورة. تختلف الصيغ المتعددة لملفات الصور عن بعضها البعض بمقدار المعلومات الفوتوغرافية (ومن ضمنها البيانات الوصفية Metadata) التي ترغب في تخزينها أو الاستغناء عنها في كل ملف، وهذا هو مبدأ عملية الضغط، وهو التخلص من المعلومات التي من المحتمل أن تكون زائدة عن الحاجة. وبشكل عام هناك ثلاث صيغ لملفات الصور وهي JPEG، TIFF، و RAW.

1_ضغط الملفات

هناك طريقتان أساسيتان في ضغط الملفات: الضغط دون خسارة المعلومات lossless، والضغط مع خسارة المعلومات lossy.
لا تتخلّص الخوازرمية الأولى من المعلومات التي يحتويها الملف، إضافة إلى ذلك، فإن هذه الخوارزمية تبحث عن طرق فعّالة لتمثيل الصورة دون التأثير على الجودة الأصلية.
أما خوارزمية الضغط مع خسارة المعلومات فتعمل على تقليص حجم الملف عن طريق التأثير بمقدار معيّن على جودة الصورة.


2 JPEG

هذه الصيغة هي اختصار لـ (Joint Photographic Expert Group) وهي الصيغة الأكثر شيوعًا في تخزين الصور الرقمية.
إن استخدام صيغة JPEG في حفظ الصور الملتقطة يعني إمكانية تخزين عدد أكبر من الصور في بطاقة الذاكرة، إضافة إلى أن هذه الصيغة أسرع من غيرها من ناحية حفظ الصورة في الكاميرا وتعديل الصورة في وقت لاحق، غير أنّها تعد الصيغة الأسوأ من بين الصيغ الثلاثة آنفة الذكر، لأنّ خوارزمية الضغط المتّبعة في حفظ الصور بهذه الصيغة تتجاهل الكثير من المعلومات التي لا يمكن استراجاعها خلال عملية فكّ الضغط.
عادة ما تتراوح نسبة الضغط في صيغة JPEG بين 10:1 و 20:1 مع فقدان بسيط في جودة الصورة، ويمكنك تعديل مقدار الضغط الأمر الذي يتيح لك التحكم في جودة الصورة وحجم الملف.
تتجاهل عملية الضغط المتّبعة في هذه الصيغة الكثير من المعلومات وهذا يجعل من عملية معالجة الصورة بعد الحفظ أمرًا صعبًا (مثل تصحيح الألوان، الحدّة، وزيادة حجم الصورة).
إضافة إلى ذلك تفقد الصورة المزيد من الجودة بعد معالجتها وحفظها بهذه الصيغة مرة أخرى (يمكن تشبيه ذلك باستنساخ وثيقة مستنسخة بالأصل). وسيؤدي أي تحرير إضافي للصورة وحفظها بهذه الصيغة إلى تقليل جودتها بشكل أكبر.
تعدّ صيغة JPEG جيّدة لكثير من الاستخدامات في مجال التصوير الرقمي (وهذا هو سبب شعبيتها الواسعة) فهي ملفّات ذات حجم صغير، ويمكن مشاركة لقطات من رحلاتك ونشاطاتك بشكل سهل ويسير.

3 TIFF

هذه الصيغة هي اختصار لـ (Tagged Image File Format) وتعد صيغة الملفات الفوتوغرافية القياسية، لأنّها تتمتّع بمرونة عالية وتستخدم خوارزمية الضغط دون خسارة المعلومات، وهذا يعني عدم فقدان الصورة لجودتها أثناء عملية الضغط الأمر الذي يجعل هذه الصيغة صيغة مثالية لأرشفة الصور وحفظها. وعلى عكس ملفات JPEG فإن ملفات TIFF يمكن تحريرها وإعادة حفظها دون فقدان الصورة لجودتها الأصلية، بالإضافة إلى إمكانية الوصول إلى الطبقات التي تكوّن الصورة في حالة فتحها بواسطة تطبيقات معالجة الصور مثل Adobe Photoshop، ويتيح لك ذلك العودة إلى هذه الملفات مرة أخرى في المستقبل.
هناك نوعان من الإعدادات التي تخصّ ملفات TIFF: 16-بت و 8-بت.
يوفّر الإعداد 16-بت معلومات أكثر لمعالجة الصورة النهائية في Digital darkroom (التغييرات في إشباع اللون، التغييرات في توازن الألوان، التغييرات في السطوع والتباين، الخ).
أما الإعداد 8-بت (وهو الأفضل في عملية الأرشفة والطباعة) فيحتفظ بجميع التغييرات التي أجريتها على الصورة (الطبقات)، ولكنّ حجم الملفّ النهائي سيكون أصغر نسبيًا.
وبشكل عام فإن ملفات TIFF تكون كبيرة في حجمها نوعًا ما، فمن الشائع جدًّا أن يصل حجم ملف صورة واحدة إلى 48MB، غير أنّ هذه الزيادة ستسمح لك بتكبير الصورة دون حدوث أي مشاكل في عملية الطباعة. من سلبيات هذه الصيغة هي افتقار غالبية الكاميرات لميزة الحفظ المباشر بهذه الصيغة للصور الملتقطة.


4  RAW

تمثّل هذه الصيغة الشكل الخام غير المعالج والمجرّد من الصورة، ويمكنك تشبيه هذه الصيغة بالصور السلبية الرقمية (النيكاتيف)، لأنّها تؤدي نفس الوظيفة التي تؤدّيها الصور السلبية في التصوير الفوتوغرافي الذي يستخدم الأفلام، وكما هو الحال مع الصور السلبية فإن هذه الملفات تحتاج إلى المعالجة لتتحول إلى صيغة يمكن مشاهدتها (عادة ما تكون TIFF أو JPEG)، إضافة إلى ذلك، فإن ملفات RAW – كما هو الحال مع أفلام النيكاتيف – تمتلك مدى ديناميكيًا واسعًا.
إذًا ما هي الفائدة التي ستجنيها من التصوير بصيغة RAW؟
إن كنت تتوقع بشكل مسبق أنّ الصور التي ستلتقطها ستخضع للكثير من المعالجة فعليك حفظ الصور بهذه الصيغة.
إليك المثال التالي: تخيّل أنّك تلتقط صورًا داخلية وتحت إنارة مصدرها أضواء التنكستن الاعتيادية، إلا أنك نسيت تعديل خيار موازنة اللون الأبيض White balance من نمط ضوء النهار إلى نمط ضوء التنكستن.
إن قمت بحفظ الصورة بصيغة JPEG فإنّك تتخلّص من غالبية المعلومات اللونية، وستحصل على تلك الصورة التي يطغى عليها اللونان الأصفر أو الأحمر، ولن تكون بعد ذلك قادرًا على استعادة المعلومات المفقودة وستكون معالجة الصورة أمرًا صعبًا، وقد لا تحصل بعد المعالجة على النتيجة المرجوة.
أما في حالة الملفات بصيغة RAW فإن جميع المعلومات اللونية تكون متوفّرة، وستكون قادرًا على إصلاح الصورة وتصحيح توازن اللون الأبيض، وستحصل على صورة فوتوغرافية أجمل بكثير.


5  الخلاصة

لا بدّ أنّك تتسائل الآن: أي صيغة سأختار؟ حسنًا، يعتمد الأمر على رغبتك وحاجتك من الصورة الفوتوغرافية، فالأمر ليس مسألة حجم الملف وحسب، بل يتعدى ذلك إلى توقعاتك بشأن مقدار المعالجة التي ستخضع لها الصورة للحصول على أفضل نتيجة ممكنة.
إحدى مساوئ صيغة RAW أنّها ليست صيغة ثابتة أو قياسية، فكل شركة مصنّعة للكاميرات تعتمد نمطًا خاصًّا بها في التعامل مع صيغة RAW، ومع ذلك فإن هذه الصيغة مستخدمة بشكل رئيسي من قبل المحترفين في التصوير الفوتوغرافي لأنّهم يرغبون في أن يكونوا قادرين على إجراء أكبر قدر من التعديلات التي يطلبها العملاء منهم للحصول على صورة نهائية جيدة، وقد تكون هذه رغبتك أنت أيضًا.
يتطلب التعامل الاحترافي مع صيغة RAW امتلاك الخبرة في استخدام الحاسوب، بالإضافة إلى ذلك فإن طبيعة ملفات RAW غير المعالجة تجعل الخيارات مفتوحة أمامك مستقبلًا سواء من خلال ظهور برامج جديدة لمعالجة الصور أو تطور قدراتك في معالجة الصور باستخدام البرامج المتوفّرة.
صيغة الملفات JPEG هي الصيغة الأكثر شيوعًا واستخدامًا، وتتيح للمستخدم الحصول على ملفات صغيرة الحجم مع المحافظة على جودة الصورة، أما صيغتا TIFF و RAW فتنتجان ملفات ذات حجم أكبر وفي نفس الوقت تمنحان المستخدم جودة استثنائية للصور، وهما الصيغتان المفضّلتان لدى محترفي التصوير الفوتوغرافي.
تعليقات فيسبوك
0 تعليقات بلوجر
شكرا لك ولمرورك