-->

دوره تعلم التصوير الفوتوغرافي

الدقة في الصورة

الدرس السابع

تعرّف على مفهوم الدقّة في عالم التصوير الفوتوغرافي الرقمي. مصطلح (الدقة) من المصطلحات الشائعة التي ستواجهها إن دخلت في مجال التصوير الفوتوغرافي الرقمي، وقد يكون هذا المصطلح خادعًا ومضلّلًا في بعض الأحيان، فلكل عنصر في سلسلة عناصر التصوير الفوتوغرافي قيمة خاصّة به، ولكن ما إن تتعرف على ما يتم قياسه حتى تستطيع حينها اتخاذ الإجراء المطلوب بسهولة.


1_الكاميرا ودقة الصورة


يتألف حساس الصورة في الكاميرا الرقمية من ملايين البكسلات وهي في الواقع عبارة عن مربعات صغيرة حساسة للضوء، وظيفتها تسجيل سطوع الضوء الساقط عليها لحظة التقاط الصورة، ويمكن رؤية هذه البكسلات عند تكبير الصورة، حيث ستجد أن الأخيرة مكوّنة من شبكة من الخطوط المرتبطة مع بعضها والتي تعرف بالصفوف والأعمدة لتشكل مربعات صغيرة ملوّنة تعرف بالبكسلات.
تعرف دقّة الصورة بأنّها قدرة الكاميرا على تصنيف معلومات الصورة المجردة مثل التفاصيل والأنماط والنقوش ضمن الصورة الرقمية وعرضها بشكل فعّال، ويتوافق هذا مع إمكانية تكبير الصورة إلى أكبر قدر ممكن دون أن ينتج عن ذلك فقدان جودتها، وتقاس الدقّة في الكاميرات بوحدات PPI (بكسل في الإنش).

2_قياس الدقة


يمكن تحديد الدقة عن طريق قياس البكسلات طولًا وعرضًا، فعلى سبيل المثال، يمكن أن توصف الدقة بالشكل التالي: 3904×2598 بكسل (الرقم الأيسر يشير إلى العرض أما الأيمن فيشير إلى الطول) ويمكن التعبير عنها كذلك بـ 3904×2598 = 10,142,592 بكسل. إن قسمنا هذا الرقم على مليون، فنسحصل على 10.1 ميكابكسل تقريبًا (الميكابكسل الواحد يعادل مليون بكسل). وبهذا يمكن القول بأن دقّة الصورة هي 10.1 ميكابكسل أو 10.1 MP.

3_دقة الصورة ومخرجات الطباعة

القاعدة هنا هي أنّه كلما كان عدد البكسلات في الصورة أكبر، كانت معلومات الصورة أكثر كثافة وهذا يعني أن دقة الصورة تصبح أعلى. تتيح الدقّة العالية إبراز الكثير من التفاصيل في الصورة وتسمح بطباعة صورة ناعمة وجميلة وذات ألوان دقيقة.

4_دقة الماسح الضوئي

يعدّ الماسح الضوئي صلة الوصل بين الصيغتين الرقمية وغير الرقمية، إذ يمكن تحويل أي صورة عادية إلى صورة رقمية بواسطة الماسح الضوئي. ولكن السؤال هنا هو ما مدى حدة الصورة الممسوحة؟ تقاس دقة الماسح الضوئي بزوج من الأرقام، مثل 300×300 نقطة في الإنش، أو 600×600 في الإنش، أو 2400×4800 نقطة في الإنش ppi.
تمثل هذه الأرقام دقة الماسح الضوئي وهو يتحرك فوق الصورة عموديًا وأفقيًا (مثل الشريحة أو الصورة المطبوعة) أثناء عملية التحويل إلى الصيغة الرقمية. وكلّما كان عدد النقاط في الإنش أكبر كانت المعلومات الملتقطة من الصورة أكثر على مستوى البكسل، هذا يعني أنّك عندما ترغب في استخدام الصورة الممسوحة ضوئيًا، فإنّك ستمتلك القدرة على تحريرها ومعالجتها كما تشاء، ولكن قد تحتاج الصورة الممسوحة ضوئيًا إلى بعض التنظيف. تتيح القيم المرتفعة لدقة المسح إمكانية الحصول على مطبوعات ذات حجم كبير، وعادة ما ينصح باستخدام الدقة 300 نقطة في الإنش في للصور، أما المستندات والصور ذات اللونين الأسود والأبيض فيفضّل استخدام الدقّة 600 نقطة في الإنش.

5_دقة شاشة العرض

يقاس حجم الشاشة قطريًا وبوحدات الإنش، هذا يعني أن الصورة المعروضة على شاشة الحاسوب ما هي إلا تركيب من المربعات الأفقية والعمودية والتي تعرف بالبكسلات. وتعرف دقة الشاشة بأنها العدد الكلي من البكسلات التي يمكن أن تعرض على الشاشة، وعادة ما يعبّر عن هذه الدقة بزوج من الأرقام، مثل 2560 x 1440. وهذا يعني أن شاشة الحاسوب تتألف 2560 بكسلًا عرضًا، و1440 بكسلًا طولًا.
هناك أيضًا بعض القياسات الشائعة وهي: 800 x 600 (SVGA), 1024 x 768 (XGA), 1280 x 1024 (SXGA) و 1600 x 1200 (UXGA). يعتمد عدد البكسلات في الإنش على كل من الدقة وحجم الشاشة، فالصورة الواحدة تظهر بأحجام مختلفة في الشاشات المختلفة، وذلك اعتمادًا على حجم الأخيرة، حيث يتم توسيع البكسلات ذاتها إلى أحجام كبيرة في الشاشات الكبيرة.
يتألف البكسل الواحد في شاشات العرض من ثلاثة ألوان هي الأحمر والأخضر والأزرق، تدعى هذه العناصر الصغيرة التي تشكّل الصورة على الشاشة بالبكسلات؛ ولهذا تقاس دقة الشاشة بوحدات البكسل في الإنش، PPI.

6_دقة الطابعة

تقيس دقة الطابعة مدى قدرة الطابعة على وضع المقدار الأفضل من الحبر الملون أو الأسود على الورقة لإعادة إنتاج صورة ناعمة ودقيقة.
وتقاس دقة الطابعة بوحدات نقطة (من الحبر) في الإنش أو ما يرمز لها اختصارًا بـ DPI، وعادة ما تصل دقة الطباعة في الطابعات الليزرية المكتبية إلى 600 نقطة في الإنش، في حين قد تصل طابعات الحبر النفاث الملونة إلى 2400 نقطة في الأنش أو أكثر، ولهذا السبب تستخدم هذه الطابعات في طباعة الصور الفوتوغرافية، لأنّ الدقّة العالية تسمح بالحصول على صورة ذات درجات لونية متصلة وتتيح كذلك إعادة إنتاج دقيق للألوان وتفاصيل الظلال والإضاءة، والتفاصيل العامة للصورة وبكل سهولة.
تحتوي طابعات الحبر النفاث على 4 إلى 10 ألوان، يمكن استخدامها للطباعة (4 من هذه الألوان هي CMYK السمائي والأرجواني والأصفر والأسود، وقد تحتوي على عدد من الأحبار السوداء للحصول على لون أسود أثقل وأجود).
يعتقد الكثيرون مخطئين أنّ زيادة دقّة الطباعة يعني تحسين جودة الصورة المطبوعة، إلا أنّ هذا ممكن فقط إن كانت الصورة الأصلية تمتلك عددًا كبيرًا من البكسلات، أي أنّ الصورة قد التقطت بدقّة عالية. وإن حاولت تكبير الصورة إلى الحد ّالذي تتجاوز فيه دقّتها الأصلية وذلك عن طريق زيادة دقة الطابعة، فلن تحصل إلا على صورة أصبح حجم بكسلاتها أكبر من الحجم الأصلي، وستكون الصورة المطبوعة رديئة، لذا إن كنت ترغب في الحصول على مطبوعات ذات جودة عالية وتفاصيل واضحة، يجب أن تكون الصورة التي ترغب في طباعتها ذات عدد كبير من البكسلات المجاورة لبعضها البعض.

7_الخلاصة
غالبًا ما يُساء فهم مصطلح الدقّة في عالم التصوير الفوتوغرافي الرقمي، وذلك لأنّ كل جهاز يعتمد طريقة خاصّة به في قياسها، وهذا يعني أن القيمة الواحدة غير متساوية في جميع الحالات. غير أنّه من الضروري استيعاب الكيفية التي تقاس بها الدقّة في الأجهزة المختلفة لتتمكن في النهاية من الحصول على أفضل صورة ممكنة.
من الواضح الآن أنّ الكاميرا ذات الدقة 12 ميكابكسل تنتج صورًا كبيرة جدًّا إن كان الغرض استخدامها في مواقع التواصل الاجتماعي على الإنترنت، وقد تكون الطابعة ذات الدقة 300 نقطة في الإنش غير مناسبة إن كنت ترغب في الحصول على صور باللونين الأسود والأبيض ذات جودة عالية.
إضافة إلى ذلك، فإنّ شراء أجهزة ذات دقّة مرتفعة جدًّا قد لا يكون أمرًا جيدًا، لأنّك قد لا تحتاج إلى استخدامها أبدًا، ومن الحريّ بك حينها إنفاق الأموال في أمر آخر أكثر فائدة (مثل شراء عدسة أفضل، وهو أمر يجب أن لا تكون فيه بخيلًا على الإطلاق).

الدورة منقولة
تعليقات فيسبوك
0 تعليقات بلوجر
شكرا لك ولمرورك